التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عمل إنساني

١ لوث مجرى الماء الذي أمامك، واجعل مياهه عكرة ثم انتظر حتى يعود هذا عليك، انتظر الى ان يصبح مجرى الدماء في جسدك عكرًا ملوثًا قذرًا مثل فعلتك، وامسك بهذا الحيوان وانحر جلده ثم لحمه، والتهمه وليعود هذا عليك بكونك قد أدخلت وجبة عفنة قد ماتت الى جسدك، وقد مضغت هذا اللحم بأسنان امتلئت بدماء حيوان بريء غير قادر على اختيار الحياة، وبذلك ايضُا تعرى من انسانيتك، واني لن اطلق كلمة انسان عليك ابدًا، فإنك مخلوق لحمي يتحدث وقد تم تمييزه بذهنه القادر على التحليل والتفكير وهو بدوره استصأل هذا الذهن، استصأله بنفسه.
آخر المشاركات

علاقة عكسيّة ما بين الامتلاك والرغبة في الامتلاك

إن ما أريده هو وجودك هنا بجواري, أو على الأقل في ذات الغرفة التي أتواجد فيها, لا تقترب كي لا يُزعجني هذا القرب, ان الانسان كلّما امتلك شيءً كلّما قلّت رغبته في امتلاكه, ولكنه حقير جدًا, ثق بي عندما أُخبرك بأن الانسان حقير وغبي, فأنت على سبيل المثال, لما بعيدٌ الى هذا الحد؟ سأجيبك بنفسي, كونك مُدرك أنني هنا دائمًا, كونك قد أدركت الى أي مدى أحببتك, لقد إعتدت على وجودي بالقرب مِنك, تشتاق الي في نفس اللحظة التي أختفي من مُحيطك فيها وثم تمقتني حينما أتواجد, أدركت أن هذه هي حال الانسان ومهما بحثت عن شخص يُقدّرني في وجودي كما في غيابي فلَن أجد, لهذا لم أعد أبحث, بل غيّرت ما في نفسي وقد تحوّلت الى شخص مزيّف يوهمك بغيابه وبكونه سيرحل في أي وقت كان, الّا أن هذا الشخص موجود دائمًا دون أن تدري, أنا أحادثك الآن دون أن تسمع ولأنك لو سمعت فلَن تبقى, إن هذه الرغبة التي أشعر بها بوجودك بسبب غيابك, وربما قد أدركت هذه اللعبة وما يدور في عقل وقلب المرء معًا, ألذلك أنت تبتعد؟ هل تُرعبك فكرة عدم حاجتي اليك؟ هل تخاف امرأة قويّة قادرة على إخفاء مشاعرها بشكل كامل؟ مهما رَغبت بِك لن تَدري, لن أعبّر لك عمّ في د

أنت في زجاجة

ظننت أنني أخيرًا قد وصلت الى النهاية, النهاية السعيدة بالطبع! وأن كل ما هو مُر قد مَر, واِذ بي أسعد حتى أغفل عن الحقيقة, كَمن يغفو ويَحلم ثم يستيقظ ليجد نفسه لم يَتحرك من هذا المكان, وجدت نفسي هنا مرّة اخرى, لكن امر كهذا لا عدل فيه, لقد ضحّيت بكل ما يُمكن التضيحة بِه من أجل استمرار هذا الحلم كحقيقة. اذ بك تلتقين بإنسان واذ به يودّعكِ في أقل من نصف ثانية, هذا إن ودّعكِ! ان الانسان لا يُحب كما أدركت في صغري الحب, ان المشاعر تَزول مع الوقت, وان الوقت يلائم كل شي وإن كل شيء مؤقت يا فتاة, هيا دَعك مني واذهبي لتعشقي رجلًا أخر, طالما اعتبرتني وقحًا لكوني صريحًا, وأنا أخبرك أن هذا الحب الذي جَعل مِنكِ فتاة مجنونة هو عبارة عن مَهزلة, لأكن صريحًا وقحًا, اصغي إليّ قليلًا كي أخبرك بما حَدَث وما سَيَحدث, سترحلين الآن كي تلتقي برجل غيري, ستنجحين بذلك, فالرجال يحبون ما لا يملكونه, المرء يحب ما لا يملكه بشكل عام ولكن بما أنني أتحدث عن بيئة ذكوريّة بعض الشيء ميّزت الرجل بهذه الصفة. بعد أن تقعي في حب رَجل أخر, بعد أن يضعك في زجاجة كما أخبرك ولكنها لا تحتوي ما أكّدَ لك أنها تحتويه, وأن يُغلق عليك

مَزيج من الإدراك العميق

انني ارأقبه, وأراقبها ايضًا, انهما قريبان منّي ( أتحدث عن الكتل, أي اجسادنا, نعيش معًا), لم أعتقد يوماً أنني سأكتب هذه القصة بهذه الطريقة! طالما ظننت انني سوف أقصها على أحد ولكن بالطريقة العكسية, اي ظننت أن نقطة نهاية الدائرة قد كانت بدايتها. على أي حال, لا أستطيع الكتابة دون السهو. كان يضحك في غرفته بشكل مخيف بالقرب من سريره, احتوت هذه الغرفة على سرير ونوم فقط, انها خالية من الحياة, كما أنها احتوت على الكثير من الأدوية, احتوت على شخصيات عديدة احتوتهم كتلة شخص يضحك, باستطاعة هذه الكتلة الضحك الى الأبد, متغاضية عن الإدراك, انني لا أفهم ما هذا السلوك الغريب الذي قد يصدر من شخص ما, دعني أدعوه باللا ادراك, هذا المصطلح أفضل من " مرض ", أحببت اللا ادراك, أردت أن أصاب به, لعله مُعدٍ! لكن للأسف يمكنك أن ترى بشكل مباشر مدى ادراكي لكل شيء, وأن ما ابتليت فيه هو الإدراك. راقبته يتناول كبسولات تُساعد على النوم, وهو يجلس في الغرفة المخصصة للنوم, ولكنك ككُتلة طبيعية لَنْ تحتاج للكبسولات حتّى تنام, بل ستَفقد وَعْيَك عندما تكون موجودًا فيها, دعني أسمّي هذه الغرفة بــ " السرير الكبير

زمن العبودية والحجارة

كل شيء من حَولك يتابع, أما أنت فلا, أنت عبارة عن شيء هامشي, حتّى نفسك تَشعر بهذا, كأنك غير مرئي, كأنك جسد لا حياة فيه, حَدث يحمل بك الى مكان وأخر يُرجعك حيث كنت دون أن تتفوه بكلمة, ان أحدهم يَملك حجارةً أكثر مِنك, فسحقًا لك ولأهدافك وحياتك وما تَطمحْ اليه. " إن الحجارة لا تأتي لَك بالسعادة... " هذا ما قيل لك صحيح ؟ إصبر حتى تنال جائزتك في النهاية, قبّل الأرض التي قد مَشى عليها من هَدَر حقّك وأذلّك, ان اللحظة التي بين يديك الآن قَد بدّلتها بوهم, لقد تخليّت عن هذا النوع الوحيد من الحجارة الذي كُنت تملكه, فقدته ايضًا, ان الحجارة هي الحياة, الحجارة قَد تحولت الى مرداف للعيش, إننا من حَولّها من اللا شيء الى كُل شيء, لكنك لَو مَلكت هذه الحجارة لن تستطيع أن تفهم عمّ أتحدث, أو لم تكن لِتَرغب بأنْ تَفْهَم, لأنّك لَم تُجرّب الحياةَ دون الحجارة, لم تُجرِّب المَوت في الأَسْر, في ذروة شَغفك للحياة أن تَكون قَتيل الحاجةِ والذل, تستيقظ لِتنام من جديد في حياةٍ لا فِكرة لديك لما أنتَ فيها, بالطبع لن تَفهم, فقد وُلد البعض برفقَة حجارة, والآخرون وُلدوا فقط, ثم تحولوا الى وَضع غير معرّف في ا

الحرية كمفهوم بشري

أنت يا فتاة تتحدثين عن الحريّة, وما هو مفهوم الحريّة بالنسبة إليك؟ الا تدرين أنك لن تَصلي الى الكمال في الحرية, وأنّ الحرية والكمال هما كلمتان متضادتان, إنّك بكسر القيود تُفسحين المجال بنِسبة قليلة فقط, إن الحرية التي تَطمحين للوصول اليها هي عبارة عَن أَسر مَجاله أكبر من الذي أنتِ فيه, ألا تَدرين أن الوصول لغايتك (الحرية الكاملة) مستحيلة, ومَهما شَعرت بأنك حرّة فإنك مقيّدة, إنّك تعيشين في كَوكب عبارة عن غُبار غير مَرئي في هذا الكون, وإنّ الحريّة كما أدركتها لا يمكن أن تتخطى هذا الغبار الذي يَحتويك, الحريّة كمفهوم بَشري هي تَخطي مرحلة سابقة, فكرة, فَرض معيّن, لباس, شخص, أو حتّى مكان وزمان على هذا الكَوكب, لَكّن مفهوم الحريّة الحقيقي لا يمكننا أن ندركه الا عندما نَصل الى أعماق أفكارنا, وُجدنا مقيّدون ولَكن بدرجة أقل من مُحيطنا, إنظري الى الأشجار, ما يقيّد هذه الأشجار هو المَكان, ما يقيدنا أيضًا هو المكان, الزَمان, ولكن هل المَكان والزَمان يُمكننّا من تَحديد  إن كُنّا أحرارًا بالمَعنى الحَرفي للكلمة, بالطبعْ لا, إنّه يُحدد لأي دَرجة نَحن مُقيّدون, يُحدد حريتنا حَسب مقاييس الُحريّة التي

المرحلة الأولى

رائع! لقد ارتكبت هذا الخطأ من جديد مرّة اخرى دون أن أدرك, دون أن أكون مسيطرًا على ذاتي, سقطت في الحفرة التي كنت قد تَجاوزتها في المرّة السابقة وأنا أردد " لَن يتكرر هذا ثانية ", لم يَكن هذا خياري, كنت فقط مُشاهد, واحد من الجماهير الكرام اللا وجود لهم, سواي, ولكنني كما هم, لي قيود, كنت مشاهدًا لمرحلة ما بين الوعي واللا وعي, حيث يعجز المرء عن التفكير, الاختيار, يَعجز أن يكون الشخص الذي كان هو قبل هذه المرحلة, ربما هي نفس الحفرة, ربما اخرى ولكن ما تحتويه مشابه جدًّا, إن السقوط أمر سهل, الى الحدّ الذي لا تُدرك فيه أنك سقطت, ولكّن الخروج منه؟ إن أول ما أعتقده بعد أن أدرك هذا السقوط, أنا لست مسؤولًا عن هذا, بل وبدأت في القاء اللوم على أي شيء في الجوار, أي شيء موجود في هذه الحفرة أو خارجها, كُنت أريد وبشدّة أن أثبت برائتي, ربما قَد رُميت هنا من قبل طرف خارجي, تعثّرت, حتّى القاء لَومي على الوعي واللا وعي يُعتبر ابعادًا لللوم عنّي. استيقظت في حالة غريبة, بعد مرور زَمن ليس بقليل, انتهيت من المرحلة الأولى وهي القاء اللوم, أيًّا كان مَن جعلني أصل الى فإحتمال ظهوره شبه مستحيل,